المفارقة کصراع مع اللغة في شعر جيفري هيل و لاسيما ديوان مشاهد من کومس(2005)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

       يعتبر جيفري هيل (1932) من أهم شعراء بريطانيا المعاصرين وأکثرهم صعوبة وتعقيدا علي الإطلاق نظراً لموقفه الخاص من اللغة ونظرته المتشککة لها غالباً الأمر الذي يربط بينه و بين نقاد ما بعد البنيوية لاسيما جاک دريدا. ومما لاشک فيه أن حرفية هيل الشعرية هي حرفية فنية شائکة تنبع في المقام الأول من مفهومه لطبيعة اللغة المراوغة مما يفرض علي الشاعر باستمرار صراعاً لتجنب السقوط في شرک المسئولية الأخلاقية التي غالباً ما تترب علي فشل اللغة من القيام بدور الوسيط الموضوعي بين المؤلف والقارئ نظراً للتفاوت الطبيعي بينهما ثقافياً وأيدلوجياً وهو الأمر الذي قد يخلف ورائه موقفاً کارثياً يرسخ لدي المؤلف فيما بعد شعوراً بالذنب لا ينقضي.
      ومما يسهم في الصعوبة الفنية لشعر هيل هو اتصاله بمذاهب فنية متنوعة ضاربة بجذورها في ثقافات عديدة وتنتمي لعصور مختلفة.  ومما لاشک فيه أن العناصر الفنية لشعر هيل تجعل منه شاعراً حداثياً ذا صوت مميز فنياً يفرض علي القارئ تحدياً ولکنه في النهاية يصبح مکافئاً. وتعد "المفارقة" کأسلوب فني هي إحدى السمات الأساسية المميزة لشعره قاطبةً والمتصلة بمفهومه لماهية اللغة فضلاً عن کونها من العوامل الرئيسية وراء غموضه وتعقيده. فالشاعر في حالة هيل يتوسل بالمفارقة لتضمين النص الشعري غالباً تضمينات دفينة تضفي علي النص قدراً من تعدد الدلالات تمکن الشاعر من أن ينأي بنفسه عن "التورط" والمسئولية الأخلاقية الناجمة عن ذلک.
      من هنا يهتم البحث الحالي أساساً بتناول عنصر المفارقة کما يتجلي بصورة دائمة في عالم هيل الشعري علي رحابته وفي ديوان مشاهد من کومس بشکل خاص حيث يتکامل استخدامه  للمفارقة بنوعيها: الأسلوبي القائم علي العلاقة الترکيبية للغة والسياقي المرتبط بالعلاقة  التوافقية بين التيمة الشعرية والمقام النفسي والروحي. وتبرز أهمية الدراسة من کونها تحاول تسليط الضوء علي خروج هيل عن المألوف في شعره السابق علي مشاهد من کومس من منطلق استعادته ليقينه في خيرية الإنسان وسموه الروحي مما يمثل تحولاً جذريا في رؤيته للإنسان والوجود بشکلٍ عام. ومن المفارقة بمکان أن تلک الرؤية المتفائلة هي وليدة مرحلة الشيخوخة في حياة هيل؛ وهي رؤية تتکئ بشدة علي المفارقة کأسلوب فني لتجسيدها والتعبير عنها بشکل بانورامي.

عنوان المقالة [English]

Paradox as a struggle with Language in Geoffrey Hill’s Poetry: with Special Reference to Scenes from Comus (2005)

المؤلف [English]

  • Adel M. Afifi
المستخلص [English]

      Geoffrey Hill (b.1932) is paradoxically hailed by most critics as a controversially fine poet who is challenging, yet rewarding. This has to do with his conception of language, rather than the nature of his thought. An erudition wedded to periphrasis, polyphony, and Pyrotechnics shapes Hill’s artistic personality and accounts for the involvement of his style in general. So, he appeals almost exclusively to the academic reader. Modernist as it is certain of him, he always struggles to command a mastery of the written word and to have a stylistic and syntactic perfection. This quest for a fulfilled and fulfilling language is achieved in the verbal complexity of paradox. He has managed through it to solve the problem of the way to grapple with the ever metamorphosing, nature of truth and to fulfill a higher degree of non-commitment; that is, to escape involving in the use of linear language. Hill’s achievement in Scenes from Comus (2005) is closely associated with his experimentation with the form of paradox as part of his struggle with language. The book, as a turning point in the poet’s mood and attitude towards man and existence, reveals his ability to employ the versatile medium of paradox for diverse moods and different orientations from those of his early poetry. The objective of the current study, accordingly, is to examine Hill’s perceptions of the elusive nature of language and the writer’s moral responsibility to find a linguistic mode that renders an escape from moral non-commitment attainable. It aims, likewise, to study Hill’s employment of paradox throughout Scenes from Comus with its distinctly optimistic mood and positive attitude.