تدابير متصرفية لواء العمارة في السيطرة على انتشار مرضي الطاعون والتيفوس في قضاء علي الغربي في برقياتها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة بغداد - کلية التربية للبنات / قسم التاريخ

المستخلص

حفل تأريخ العراق المعاصر بکثيرٍ من الأحداث والمتغيرات على جميع أصعدة الحياة، وقد غطّت الدراسات الأکاديمية والکتابات التاريخية کثيراً من أحداثه؛ إلا أن الحاجة تظل قائمة وضرورية للکتابة عن أحداث قد طويت لأسباب شتى من بينها غياب المادة التأريخية التي من شأنها أن تشکل کشفاً جديداً، کما أن ثمة موضوعات تأريخية قلّما تجلب أنظار الباحثين لأسباب عدَّة، بعضها غير موضوعية على ما نعتقد، ولهذا السبب أو ذاک، بقي موضوع الکتابة في موضوعات الأوضاع الصحية في العراق بضمنها موضوع بحثنا هذا وموضوعات أخرى بعيدة عن أقلام باحثينا، إذ لم نجد لموضوعنا أي معلومات هنا أو هنالک، وبعد البحث والتقصي تمکنت وبجهود ذاتية من العثور على وثائق تتعلق بموضوع بحثنا مودعة في ملفات وزارة الداخلية في منطقة (کسرة وعطش)، إذ کان حصولنا على هذه الوثائق باعثاً لنا لسبر أغوارها، وقد شکل هذا الکشف الوثائقي مادة خاماً لم تعرض سابقاً، أبرزت لنا واقعاً أليماً لجوانب معتمة ومخفية من تأريخنا الاجتماعي المعاصر .کشفت لنا الوثائق طبيعة التي اتخذتها متصرفية لواء العمارة في مواجهة خطر انتشار مرضي الطاعون والتيفوس في قضاء علي الغربي . وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي والتحليلي في عرض الوقائع التاريخية .
    يساعد مضمون البحث ومحاوره في حصر التدابير التي اتخذتها متصرفية لواء العمارة للسيطرة على مرضي الطاعون والتيفوس ومنع سريانهما إلى المناطق المجاورة وتحولها إلى وبائين يعيدان مرة أخرى ما خلفهما من مآسي في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، ولاسيما مرض الطاعون، يمکن بيانها في عزل المنطقة المصابة ومنع الدخول إليها والخروج منها وفرض تدابير الحجر الصحي وإقامة محاجر صحية حجر فيها المصابون بالمرضين والملامسين وسکان المناطق المصابة وإقامة مخافر للشرطة وغلق الحدود العراقية الإيرانية من جهة قضاء علي الغربي وتسيير دوريات للشرطة على خط الحدود المشترکة بين العراق وإيران من جهة قضاء علي الغربي لمنع تسلل الإيرانيين إلى داخل الحدود العراقية من المنافذ غير الرسمية وتسيير دوريات للقوة النهرية العسکرية العراقية والنهرية البريطانية لمراقبة خط الملاحة النهرية ومنع تسلل الأشخاص إلى داخل قضاء علي الغربي أو الخروج منه عبر استعمال النهر وتلقيح أکثر من ثلاثة آلاف من سکان قضاء علي الغربي والمناطق المجاورة له، وإحراق المساکن الملوثة، وغيرها، وقد أدت هذه التدابير إلى السيطرة على مرضي الطاعون والتيفوس وحصرهما في نطاق محدود، ومنع سيرانهما في المناطق المجاورة .

الموضوعات الرئيسية


عنوان المقالة [English]

The Measures Taken for Controlling Plague and Ty-phoid in Ali Algharbee District Based on the Administrative Telegrams of A'amara Governate Between January 28 –February 15,1945

المؤلف [English]

  • Haidar Hamid Rashid
المستخلص [English]

Iraq  has  undergone  so  many  events  throughout  its  history on  various  aspects  of  life  .                                     
The  academic  studies  and  historical  writings  have  covered  much  of  the  events. In  spite  of  that  , there  is  a  need  to  cover  events  which  have  not  been  studied  because  of  many  reasons .One  of  these  reasons  is  the  absence  of  the  historical  subject  matter. Furthermore  there  are  historical  subjects  which  scarcely  attract  the  researchers  for  a  number  of  reasons . As  for  writing  about  the  health  situations  in  Iraq  , including  this  research ,  it  is  considered  a  very  difficult  task  because  information  about  such  topics are  very  rare  and  hard  to  be  found.                             

The  researcher  found  documents  in  the  archives  of  the   Ministry  of  the  Interior  in  Kasra  and  Atash  area.  The  discovery  of  these  documents  allowed  us  to  see  a  painful  reality  to the  dark  and  hidden  side  of  our  contemporary  social  history.  The  research  deals  with  the  cautions  taken  by  A'amara  governate  to  control  plague  and  ty-phoid  and  to  avoid  its  expansion  to  the  neighbouring  areas  , since  these  two  epidemic  diseases  caused  many  tragedies  in  Iraq. These affected areas were isolated and kept in quarantine. Furthermore police stations were established and the Iraqi-Irani borders were closed in Ali Algharbee District. Police patrols were also set on the Iraqi-Irani borders. In addition to the above, British and Iraqi military marine patrols were supervising the river traffic. More than three thousand citizens were given vaccinations. By these proceedings the two epidemic diseases were limited and prevented from spreading to the neighbouring areas .