خضعت العملية الإبداعية في ادراک ماهية الوجود والذات بوصفها عملية تواصلية وجمالية الى جدلية بين المفهوم والذات، وهذا ما نجده في التحول الذي طرأ على المناهج النقدية لعصر الحداثة وما بعده, نتيجة لعلاقات بين الجماليات الإبداع والفرضية العلمية, فقد ظهرت نظريات ومناهج عدة تعددت مرتکزاتها بين الشکل والمضمون او السياق او الترکيز على البنى المستترة ومضمرات المعنى, فخصوصية مفهوم الکتابة تخلق جدلية في اعادة انشاء وکتابة العالم التصوري في رؤاه التداولية ضمن مديات المساحة الابداعية والتي اضطلع بها المنهج التفکيکي في الکشف عن مشروع ازلي تجلى منذ اولى ملامح الفهم الانساني للوجود بکل مرتکزاته, وعليه يناقش البحث في المهاد النظري مفهوم الکتابة فضلاً عن دراسة مفهوم الکتابة في الاشتغال الجمالي, للتعرف الى مديات مفهوم الکتابة بوصفه مرتکزاً نقدياً قائماً على اعادة الفهم والکتابة للعالم الانساني والابداعي ضمن معطياته الثقافية والمعنائية والتواصلية المتمثلة بالمتلقي, فالبحث يجيب عن التساؤل الذي طرحه حول مفهوم الکتابة بوصفه مشروعاً في اعادة کتابة الخطاب الانساني ولاسيما الابداعي والمسرحي على وجه الخصوص عن طريق تحليل المفاهيم النقدية والقرائية المتمثل بالثقافة والمعنى والمتلقي, فافرز البحث نتائج مفاده إن الکتابة مفهوم توالدي دينامي مستمر في عملية التلقي للخطاب الجمالي, وللمعنى انزياح.